صلوات

 
101
و قال ع: لا يستقيم قضاء الحوائج إلا بثلاث- باستصغارها لتعظم و باستکتامها لتظهر- و بتعجيلها لتهنؤ
102: و قال ع يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل- و لا يظرف فيه إلا الفاجر- و لا يضعف فيه إلا المنصف- يعدون الصدقة فيه غرماً و صلة الرحم‏ مناً- و العبادة استطالةً على الناس- فعند ذلک يکون السلطان بمشورة النساء- و إمارة الصبيان و تدبير الخصيان
103 و رئي عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في ذلک- فقال يخشع له القلب و تذل به النفس- و يقتدي به المؤمنون إن الدنيا و الآخرة عدوان متفاوتان- و سبيلان مختلفان- فمن أحب الدنيا و تولاها أبغض الآخرة و عاداها- و هما بمنزلة المشرق و المغرب و ماش بينهما- کلما قرب من واحد بعد من الآخر- و هما بعد ضرتان
104 و عن نوف البکالي قال: رأيت أمير المؤمنين ع ذات ليلة- و قد خرج من فراشه فنظر في النجوم- فقال لي يا نوف أ راقد أنت أم رامق- فقلت بل رامق قال يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا- الراغبين في الآخرة- أولئک قوم اتخذوا الأرض بساطاً- و ترابها فراشاً و ماءها طيباً- و القرآن شعاراً و الدعاء دثاراً- ثم قرضوا الدنيا قرضاً على منهاج المسيح- يا نوف إن داود ع قام في مثل هذه الساعة من الليل- فقال إنها لساعة لا يدعو فيها عبد إلا استجيب له- إلا أن يکون عشاراً أو عريفاً أو شرطياً- أو صاحب عرطبة و هي الطنبور أو صاحب کوبة و هي الطبل- و قد قيل أيضاً إن العرطبة الطبل- و الکوبة الطنبور
105: و قال ع إن الله افترض عليکم فرائض فلا تضيعوها- و حد لکم حدوداً فلا تعتدوها- و نهاکم عن أشياء فلا تنتهکوها- و سکت لکم عن أشياء و لم يدعها نسياناً فلا تتکلفوها
106: و قال ع لا يترک الناس شيئاً من أمر دينهم لاستصلاح دنياهم- إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه
107: و قال ع رب عالم قد قتله جهله و علمه معه لا ينفعه
108: و قال ع لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة- هي أعجب ما فيه و ذلک القلب- و ذلک أن له مواد من الحکمة و أضداداً من خلافها- فإن سنح له الرجاء أذله الطمع- و إن هاج به الطمع أهلکه الحرص- و إن ملکه اليأس قتله الأسف- و إن عرض له الغضب اشتد به الغيظ- و إن أسعده الرضى نسي التحفظ- و إن غاله الخوف شغله الحذر- و إن اتسع له الأمر استلبته الغرة- و إن أفاد مالًا أطغاه الغنى- و إن أصابته مصيبة فضحه الجزع- - و إن عضته الفاقة شغله البلاء- و إن جهده الجوع قعد به الضعف- و إن أفرط به الشبع کظته البطنة- فکل تقصير به مضر و کل إفراط له مفسد
109: و قال ع نحن النمرقة الوسطى بها يلحق التالي- و إليها يرجع الغالي
110: و قال ع لا يقيم أمر الله سبحانه إلا من لا يصانع- و لا يضارع و لا يتبع المطامع
111 و قال ع: و قد توفي سهل بن حنيف الأنصاري بالکوفة- بعد مرجعه معه من صفين- و کان أحب الناس إليه- لو أحبني جبل لتهافت معنى ذلک أن المحنة تغلظ عليه- فتسرع المصائب إليه- و لا يفعل ذلک إلا بالأتقياء الأبرار- و المصطفين الأخيار: و هذا مثل قوله ع:
112: من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلباباً و قد يؤول ذلک على معنى آخر ليس هذا موضع ذکره
113: و قال ع لا مال أعود من العقل و لا وحدة أوحش من العجب- و لا عقل کالتدبير و لا کرم کالتقوى- و لا قرين کحسن الخلق و لا ميراث کالأدب- و لا قائد کالتوفيق و لا تجارة کالعمل الصالح- و لا ربح کالثواب و لا ورع کالوقوف عند الشبهة- و لا زهد کالزهد في الحرام و لا علم کالتفکر- و لا عبادة کأداء الفرائض- و لا إيمان کالحياء و الصبر و لا حسب کالتواضع- و لا شرف کالعلم و لا عز کالحلم- و لا مظاهرة أوثق من المشاورة
114: و قال ع إذا استولى الصلاح على الزمان و أهله- ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه حوبة فقد ظلم- و إذا استولى الفساد على الزمان و أهله- فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر
115: و قيل له ع کيف نجدک يا أمير المؤمنين- فقال ع کيف يکون حال من يفنى ببقائه- و يسقم بصحته و يؤتى من مأمنه
116: و قال ع کم من مستدرج بالإحسان إليه- و مغرور بالستر عليه و مفتون بحسن القول فيه- و ما ابتلى الله أحداً بمثل الإملاء له
117: و قال ع هلک في رجلان محب غال و مبغض قال
118: و قال ع إضاعة الفرصة غصة
119: و قال ع مثل الدنيا کمثل الحية لين مسها- و السم الناقع في جوفها- يهوي إليها الغر الجاهل و يحذرها ذو اللب العاقل
120 و سئل ع عن قريش فقال- أما بنو مخزوم‏ فريحانة قريش- نحب حديث رجالهم و النکاح في نسائهم- و أما بنو عبد شمس فأبعدها رأياً- و أمنعها لما وراء ظهورها- و أما نحن فأبذل لما في أيدينا- و أسمح عند الموت بنفوسنا- و هم أکثر و أمکر و أنکر- و نحن أفصح و أنصح و أصبح
121: و قال ع شتان ما بين عملين- عمل تذهب لذته و تبقى تبعته- و عمل تذهب مئونته و يبقى أجره
122: و تبع جنازةً فسمع رجلًا يضحک فقال- کأن الموت فيها على غيرنا کتب- و کأن الحق فيها على غيرنا وجب- و کأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون- نبوئهم أجداثهم و نأکل تراثهم کأنا مخلدون بعدهم- ثم قد نسينا کل واعظ و واعظة و رمينا بکل فادح و جائحة-
123 و قال ع طوبى لمن ذل في نفسه و طاب کسبه- و صلحت سريرته و حسنت خليقته- و أنفق الفضل من ماله و أمسک الفضل من لسانه- و عزل عن الناس شره و وسعته السنة و لم ينسب إلى البدعة قال الرضي أقول و من الناس من ينسب هذا الکلام إلى رسول الله ص و کذلک الذي قبله
124: و قال ع غيرة المرأة کفر و غيرة الرجل إيمان
 
125
: و قال ع لأنسبن الإسلام نسبةً لم ينسبها أحد قبلي- الإسلام هو التسليم و التسليم هو اليقين- و اليقين هو التصديق و التصديق هو الإقرار- و الإقرار هو الأداء و الأداء هو العمل
126: و قال ع عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب- و يفوته الغنى الذي إياه طلب- فيعيش في الدنيا عيش الفقراء- و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء- و عجبت للمتکبر الذي کان بالأمس نطفةً- و يکون غداً جيفةً- و عجبت لمن شک في الله و هو يرى خلق الله- و عجبت لمن نسي الموت و هو يرى الموتى- و عجبت لمن أنکر النشأة الأخرى- و هو يرى النشأة الأولى- و عجبت لعامر دار الفناء و تارک دار البقاء
127: و قال ع من قصر في العمل ابتلي بالهم و لا حاجة لله فيمن ليس لله في ماله و نفسه نصيب
128: و قال ع توقوا البرد في أوله و تلقوه في آخره- فإنه يفعل في الأبدان کفعله في الأشجار- أوله يحرق و آخره يورق
129: و قال ع عظم الخالق عندک يصغر المخلوق في عينک
130 و قال ع: و قد رجع من صفين فأشرف على القبور بظاهر الکوفة- يا أهل الديار الموحشة- و المحال المقفرة و القبور المظلمة- يا أهل التربة يا أهل الغربة- يا أهل الوحدة يا أهل الوحشة- أنتم لنا فرط سابق و نحن لکم تبع لاحق- أما الدور فقد سکنت و أما الأزواج فقد نکحت- و أما الأموال فقد قسمت- هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندکم- ثم التفت إلى أصحابه فقال- أما لو أذن لهم في الکلام- لأخبروکم أن خير الزاد التقوى
131: و قال ع و قد سمع رجلًا يذم الدنيا- أيها الذام للدنيا المغتر بغرورها- المخدوع بأباطيلها أ تغتر بالدنيا ثم تذمها- أنت المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليک- متى استهوتک أم متى غرتک- أ بمصارع آبائک من البلى- أم بمضاجع أمهاتک تحت الثرى- کم عللت بکفيک و کم مرضت بيديک- تبتغي لهم الشفاء و تستوصف لهم‏ الأطباء- غداة لا يغني عنهم دواؤک و لا يجدي عليهم بکاؤک- لم ينفع أحدهم إشفاقک و لم تسعف فيه بطلبتک- و لم تدفع عنه بقوتک- و قد مثلت لک به الدنيا نفسک و بمصرعه مصرعک- إن الدنيا دار صدق لمن صدقها- و دار عافية لمن فهم عنها- و دار غنًى لمن تزود منها- و دار موعظة لمن اتعظ بها- مسجد أحباء الله و مصلى ملائکة الله- و مهبط وحي الله و متجر أولياء الله- اکتسبوا فيها الرحمة و ربحوا فيها الجنة- فمن ذا يذمها و قد آذنت ببينها و نادت بفراقها- و نعت نفسها و أهلها فمثلت لهم ببلائها البلاء- و شوقتهم بسرورها إلى السرور- راحت بعافية و ابتکرت بفجيعة- ترغيباً و ترهيباً و تخويفاً و تحذيراً- فذمها رجال غداة الندامة- و حمدها آخرون يوم القيامة- ذکرتهم الدنيا فتذکروا و حدثتهم فصدقوا- و وعظتهم فاتعظوا
132: و قال ع إن لله ملکاً ينادي في کل يوم- لدوا للموت و اجمعوا للفناء و ابنوا للخراب
133: و قال ع الدنيا دار ممر لا دار مقر و الناس فيها رجلان- رجل باع فيها نفسه فأوبقها و رجل ابتاع نفسه فأعتقها
134: و قال ع لا يکون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث- في نکبته و غيبته و وفاته
135: و قال ع من أعطي أربعاً لم يحرم أربعاً- من أعطي الدعاء لم يحرم الإجابة- و من أعطي التوبة لم يحرم القبول- و من أعطي الاستغفار لم يحرم المغفرة- و من أعطي الشکر لم يحرم الزيادة قال الرضي- و تصديق ذلک کتاب الله- قال الله في الدعاء ادعوني أستجب لکم- و قال في الاستغفار و من يعمل سوءاً أو يظلم نفسه- ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً- و قال في الشکر لئن شکرتم لأزيدنکم- و قال في التوبة- إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة- ثم يتوبون من قريب فأولئک يتوب الله عليهم- و کان الله عليماً حکيماً
136: و قال ع الصلاة قربان کل تقي- و الحج جهاد کل ضعيف- و لکل شي‏ء زکاة و زکاة البدن الصيام- و جهاد المرأة حسن التبعل
137: و قال ع استنزلوا الرزق بالصدقة
138: و قال ع من أيقن بالخلف جاد بالعطية
139: و قال ع تنزل المعونة على قدر المئونة
140: و قال ع ما عال من اقتصد
141: و قال ع قلة العيال أحد اليسارين
142: و قال ع التودد نصف العقل
143: و قال ع الهم نصف الهرم
144: و قال ع ينزل الصبر على قدر المصيبة- و من ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط عمله
145: و قال ع کم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و الظمأ- و کم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر و العناء- حبذا نوم الأکياس و إفطارهم
146: و قال ع سوسوا إيمانکم بالصدقة و حصنوا أموالکم بالزکاة- و ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء
147: و من کلام له ع لکميل بن زياد النخعي- قال کميل بن زياد- أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع- فأخرجني إلى الجبان فلما أصحر تنفس الصعداء- ثم قال يا کميل بن زياد- إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها- فاحفظ عني ما أقول لک‏
- الناس ثلاثة- فعالم رباني و متعلم على سبيل نجاة- و همج رعاع أتباع کل ناعق يميلون مع کل ريح- لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجئوا إلى رکن وثيق- يا کميل العلم خير من المال- العلم يحرسک و أنت تحرس المال- و المال تنقصه النفقة و العلم يزکوا على الإنفاق- و صنيع المال يزول بزواله- يا کميل بن زياد معرفة العلم دين يدان به- به يکسب الإنسان الطاعة في حياته- و جميل الأحدوثة بعد وفاته- و العلم حاکم و المال محکوم عليه- يا کميل هلک خزان الأموال و هم أحياء- و العلماء باقون ما بقي الدهر- أعيانهم مفقودة و أمثالهم في القلوب موجودة- ها إن هاهنا لعلماً جماً و أشار بيده إلى صدره لو أصبت له حملةً- بلى أصبت لقناً غير مأمون عليه- مستعملًا آلة الدين للدنيا- و مستظهراً بنعم الله على عباده و بحججه على أوليائه- أو منقاداً لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه- ينقدح الشک في قلبه لأول عارض من شبهة- ألا لا ذا و لا ذاک- أو منهوماً باللذة سلس القياد للشهوة- أو مغرماً بالجمع و الادخار
- ليسا من رعاة الدين في شي‏ء- أقرب شي‏ء شبهاً بهما الأنعام السائمة- کذلک يموت العلم بموت حامليه- اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة- إما ظاهراً مشهوراً و إما خائفاً مغموراً- لئلا تبطل حجج الله و بيناته- و کم ذا و أين أولئک أولئک و الله الأقلون عدداً- و الأعظمون عند الله قدراً- يحفظ الله بهم حججه و بيناته حتى يودعوها نظراءهم- و يزرعوها في قلوب أشباههم- هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة- و باشروا روح اليقين و استلانوا ما استوعره المترفون- و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون- و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى- أولئک خلفاء الله في أرضه و الدعاة إلى دينه- آه آه شوقاً إلى رؤيتهم- انصرف يا کميل إذا شئت
148: و قال ع المرء مخبوء تحت لسانه
149: و قال ع هلک امرؤ لم يعرف قدره
 
150
: و قال ع لرجل سأله أن يعظه- لا تکن ممن يرجو الآخرة بغير عمل- و يرجي التوبة بطول الأمل- يقول في الدنيا بقول الزاهدين- و يعمل فيها بعمل الراغبين‏ - إن أعطي منها لم يشبع و إن منع منها لم يقنع- يعجز عن شکر ما أوتي و يبتغي الزيادة فيما بقي- ينهى و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي- يحب الصالحين و لا يعمل عملهم- و يبغض المذنبين و هو أحدهم- يکره الموت لکثرة ذنوبه- و يقيم على ما يکره الموت من أجله- إن سقم ظل نادماً و إن صح أمن لاهياً- يعجب بنفسه إذا عوفي و يقنط إذا ابتلي- إن أصابه بلاء دعا مضطراً و إن ناله رخاء أعرض مغتراً- تغلبه نفسه على ما يظن و لا يغلبها على ما يستيقن- يخاف على غيره بأدنى من ذنبه- و يرجو لنفسه بأکثر من عمله- إن استغنى بطر و فتن و إن افتقر قنط و وهن- يقصر إذا عمل و يبالغ إذا سأل- إن عرضت له شهوة أسلف المعصية و سوف التوبة- و إن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة- يصف العبرة و لا يعتبر- و يبالغ في الموعظة و لا يتعظ- فهو بالقول مدل و من العمل مقل- ينافس فيما يفنى و يسامح فيما يبقى- يرى الغنم مغرماً و الغرم مغنماً- يخشى الموت و لا يبادر الفوت- يستعظم من معصية غيره ما يستقل أکثر منه من نفسه- و يستکثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره- فهو على الناس طاعن و لنفسه مداهن- اللهو مع الأغنياء أحب إليه من الذکر مع الفقراء- يحکم على غيره لنفسه‏ و لا يحکم عليها لغيره- يرشد غيره و يغوي نفسه- فهو يطاع و يعصي و يستوفي و لا يوفي- و يخشى الخلق في غير ربه و لا يخشى ربه في خلقه قال الرضي- و لو لم يکن في هذا الکتاب إلا هذا الکلام- لکفى به موعظة ناجعة و حکمة بالغة- و بصيرة لمبصر و عبرة لناظر مفکر



<< صفحه ی قبل . . . . . . . . . . . . . . . صفحه ی بعد >>


فهرست حکمت ها

 www.scr.ir

 www.almobin.ir